البطالة أمّ الكوارث كلها!! - مجلة الأندلس

اخر المواضيع

Home Top Ad

Post Top Ad

Responsive Ads Here

الثلاثاء، 4 سبتمبر 2018

البطالة أمّ الكوارث كلها!!

لم تكن المقولة التي توارثها العرب عبر الأجيال وهي أن الحاجة أم الاختراع من المحسنات البديعية ولا بد أن تكون هذه العبارة تكثفت من خبرات طويلة لأن كلمة الحاجة تشمل كل الضرورات البشرية بدءا من إشباع الغرائز حتى تحقيق الذات. ولو كانت البطالة معروفة لديهم قبل العصر الصناعي لقالوا أنها ام الأربع وأربعين كارثة في حياة البشرية لكن العهود الزراعية التي كانت صلة الإنسان وثيقة بالطبيعة والأرض لم تكن البطالة بمعناها المعاصر قد ظهرت وتبلورت فيها الدلالات المتداولة الآن وحين ارتفع منسوب البطالة في الوطن العربي بدأ ينذر بانفجارات لا يعلم إلا الله مداها لأن البطالة ليست حرمانا من الغذاء والأمان فقط بل حرمان شامل لا ينجو منه شيء فالتعليم يتراجع وكذلك الصحة والعاطفة الوطنية كلها تصاب بالأنيميا ويشعر الإنسان العاطل عن العمل انه عاطل عن الحياة كلها وقد يكون حزب العاطلين عن العمل في عالمنا العربي هو الأكثر عددا وانتشارا لكنه حزب بلا أمين عام ولا شعارات له غير الرغيف فالجياع لا يحلمون بما هو ابعد من الوجبة القادمة ولا وقت لديهم كي يتحسسوا ما ضاع او ما تبقى من حريتهم.

وهناك دراسات اجتماعية وسايكولوجية ظهرت في الغرب عن النتائج الكارثية للبطالة خصوصا حين تؤدي إلى العزلة وحين نقرأ ذروة العزلات للطاهر بن جلون ونرى ما يورده من أمثلة عن ضحايا البطالة والعزلة نشعر بالفزع فالبطالة سبب مباشر لتصاعد وتيرة الجريمة ومجال حيوي لاستثمار العنف والإرهاب وهي أيضا المادة الخام التي تنسج شرورا لا آخر لها لأن الإنسان يكون في أقصى درجات الحاجة والضعف وفقدان التوازن ولم تكن البطالة بعيدة عن أقذر ما افرز عصرنا من مضادات للحياة والسلام والتعايش وهو الإرهاب.
الحاجة بالفعل أم الاختراعات لكن البطالة أم الكوارث والفجائع وثقافة الانتحار!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Post Bottom Ad

Responsive Ads Here

الصفحات